*بيان مؤسسة الشهداء في ذكرى اليوم الوطني للمقابر الجماعية**
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
في ذكرى تهتزُّ لها الضمائر، وتنحني أمامَ عظمتها الجباه، نستحضرُ وجعًا لا ينتهي: وجعَ المقابر الجماعية التي ضمَّتْ أبناء العراق برمته، من شماله إلى جنوبه، ضحايا جـ ر ا ئـ م متعاقبةٍ أرادتْ تقويضَ إرادة هذا
الشعب الأبي.
اليوم، ونحن ننحني إجلالا لشهدائنا الأبرار، نُضيءُ على جـ ر ا ئـ مَ طُبعتْ بـ د مـ ا ء الأبرياء .
فمن جـ ر ا ئـ م *حزب الـ بـ عـ ث* البائد التي لا تُغتفر، من حملات *الانفال والإبادة الجماعية التي ذبحتْ آلاف الأكراد الأبرياء، إلى قمع الانتفاضة الشعبانية* الخالدة في عام 1991، حيث حوَّلَ الطغاةُ الساحاتَ إلى مقابرَ جماعيةٍ، والمدنَ إلى ساحاتِ إ عـ د ا مٍ. وجـ ر ا ئـ م الإ ر هـ ا ب الـ د ا عـ شـ ي الوحشية، التي انتهكتْ أرض العراق، وذبحتْ أبناءه، ودفنتْهم في قبورٍ عشوائيةٍ، مُستهدفةً كلَّ مكونات الشعب العراقي: الإيزيديين، والتركمان، والمسيحيين، والعرب، دون تمييز.
لقد كانت هذه الـ جـ ر ا ئـ مُ محطاتٍ مظلمةً في تاريخنا، لكنها أيضًا شواهدُ إصرارٍ على أن العراقَ أكبرُ من كلِّ طغيان.
*مؤسسة الشهداء*، وهي تواصلُ كشفَ الحقائق، تُؤكد أن د مـ ا ءَ الشهداء لن تكونَ أرقامًا في سجلِّ الجلادين، بل وثائقَ إدانةٍ تترصَّدُ كلَّ من تسوَّلتْ له نفسه العبثَ بكرامة هذا الشعب.
وعدنا ثابتٌ: سنمضي في توثيقِ كلِّ جـ ر يـ مـ ةِ، وملاحقةِ كلِّ مـ جـ ر مٍ، وكشف الحقائق حتى لو استغرقَ ذلك أعمارنا. فالعراقُ يُبنى بذاكرةِ أبنائه، وعدالتُه تُصنعُ بإرادةِ أحراره.
الدكتور عبد الإله النائلي
رئيس مؤسسة الشهداء